أمام العدد المهول من الضحايا، باتت المقابر الجماعية حلا إلزاميًا لأهالي غزة إزاء الحرب المدّمرة التي دخلت شهرها الثاني، في حين تتعاظم المآسي ويتكشف معها يوميًا المزيد من الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع.
سعدي بركة، 63 عاما، حفار قبور فلسطيني، تحدث للأناضول عن معاناته لكثرة ما دفن من أطفال ونساء بسبب الحرب، رغم أنه أمضى حياته في مهنة حفر القبور، إلا أن ما يشهده حاليا "لا يقارن" بكل ما مضى، لدرجة أنه لا يستطيع النوم والأكل".
أخبر الحاج بركة مراسل الأناضول بحُرقة، عن اضطرارهم للجوء لحفر القبور الجماعية، مبيّنًا أنهم يقومون بذلك بأضعف الإمكانيات.
لماذا المقابر الجماعية؟
ووسط كل محاولات التهميش والتأطير لإظهار هذه الحرب على أنها تستهدف "أهدافًا" تابعة لحركة حماس الفلسطينية ومقاتليها وأنفاقها وأسلحتها ومراكزها، هناك حقيقة وحيدة غير قابلة للإنكار، وهي أنه بحسب الأرقام الرسمية، فإن معظم سكان غزة هم من النساء والأطفال، وهذا الواقع أفضى إلى مأساة أكبر تمثلت بأن 70 في المئة على الأقل من ضحايا القصف الإسرائيلي هم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
يقول بركة: "اضطررنا لهذا الأمر (المقابر الجماعية)،لأنه لا يوجد مكان يتسع لهذه الأعداد من الجثامين يوميا، ولا يوجد بلوك (ألواح إسمنتية توضع فوق الجثامين في القبور) كل شيء فُقد من غزة".